التجنيس الرياضي في الخليج… حل سريع أم أزمة؟
أبريل 6, 2025غياب الجماهير عن الملاعب الكويتية: الأسباب والحلول
أبريل 6, 2025في السنوات الأخيرة، بدأت كرة القدم النسائية في الخليج تخرج من الظل إلى الضوء. ملاعب جديدة، منتخبات قيد التشكيل، مشاركات أولية في بطولات إقليمية، وتزايد في التغطية الإعلامية… كل ذلك يشير إلى بداية مشجعة، لكن الطريق نحو مستقبل مزدهر لكرة القدم النسائية في الخليج لا يزال مليئًا بالتحديات البنيوية والثقافية.
خطوات أولى… لكنها جريئة
لا يمكن إنكار أن دول الخليج بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات ملموسة لدعم كرة القدم النسائية. السعودية مثلًا أنشأت أول دوري نسائي رسمي، وأسست منتخبًا وطنيًا شارك في مباريات دولية. الإمارات والبحرين سبقتاها بتجارب مبكرة نسبيًا، وقطر والكويت لحقتا بركب التأسيس والتنظيم. هذه المبادرات تبعث برسالة واضحة مفادها أن المرأة الخليجية باتت حاضرة في ملاعب كانت حكرًا على الرجال لعقود طويلة.
التحديات ليست فقط في الملعب
مع ذلك، فإن ما تواجهه كرة القدم النسائية في الخليج يتجاوز المسائل الفنية. هناك تحديات ثقافية واجتماعية ما زالت تُقيّد المشاركة النسائية في الرياضة، خصوصًا في المناطق التي لا تزال تنظر إلى ممارسة النساء لكرة القدم كمجال “غير مألوف”. هذا إلى جانب ضعف البنية التحتية، وقلة الأندية المخصصة للسيدات، وغياب الدعم الإعلامي الفعال، ما يجعل الطريق نحو الاحتراف أكثر تعقيدًا.
الإعلام… شريك غائب أو متردد
يُعتبر الإعلام الرياضي الخليجي شريكًا ضعيفًا – حتى الآن – في دعم كرة القدم النسائية. فبينما تحظى الدوريات الرجالية بمتابعة دقيقة وتحليلات موسعة، تمر معظم فعاليات الكرة النسائية مرور الكرام. هذا الغياب ينعكس سلبًا على شعبية اللعبة، ويحدّ من فرص الاستقطاب الجماهيري، والرعاية، والاستثمار.
الاحتراف يبدأ من القاعدة
لا يمكن بناء منتخب قوي دون قاعدة شعبية صلبة. وهذا يتطلب ربط كرة القدم النسائية بالمدارس، والجامعات، والمراكز المجتمعية. من الضروري اكتشاف المواهب في سن مبكرة، وتوفير التدريب والتجهيز المناسب لهن، وتمكين المرأة من التخصص في مجالات التدريب والتحكيم والإدارة الرياضية، وليس فقط كمجرد لاعبة.
أمل المستقبل… بين الواقع والطموح
رغم الصعوبات، فإن هناك علامات أمل حقيقية. شغف اللاعبات، ودعم بعض الاتحادات الرياضية، وتغيّر نظرة المجتمع تدريجيًا، كلها عوامل تساعد في الدفع بعجلة التقدم. لكن المطلوب الآن هو الانتقال من المبادرات الرمزية إلى استراتيجية متكاملة، تُعزز الاستمرارية وتُهيّئ بيئة احترافية جاذبة للفتيات.

