مستقبل كرة القدم النسائية في الخليج: واقع وتحديات
أبريل 6, 2025في بلد يعشق كرة القدم مثل الكويت، يُفترض أن تكون المدرجات ممتلئة، والهتافات تصدح في كل مباراة. لكن الواقع يروي قصة مختلفة؛ الملاعب خالية أو شبه خالية، حتى في مواجهات “الديربي” أو مباريات الحسم. هذا الغياب الجماهيري المقلق يطرح تساؤلات كثيرة حول الأسباب، ويستدعي وقفة صادقة لوضع حلول حقيقية تعيد الحياة للملاعب الكويتية.
أولًا: لماذا يغيب الجمهور؟
1. تراجع المستوى الفني
الجمهور الكويتي ذكي وصاحب ذائقة كروية، ولن يُضيّع وقته في مشاهدة مباريات رتيبة أو فرق بلا روح. تراجع الأداء العام، وغياب النجوم المؤثرين، والمنافسة الضعيفة، كلها عوامل تجعل المشجع يفضّل الجلوس في المنزل على الحضور للملعب.
2. ضعف البنية التحتية
كثير من الملاعب الكويتية تفتقر إلى مقومات الراحة: مقاعد غير مريحة، خدمات متواضعة، ضعف في مواقف السيارات، ورداءة الصوت والإضاءة. تجربة الذهاب إلى الملعب ليست جذابة، خصوصًا للعائلات أو كبار السن.
3. ضعف الترويج والتسويق
الاتحادات والأندية لا تزال بعيدة عن مفاهيم “إدارة الجمهور” الحديثة. لا حملات دعائية حقيقية، ولا تفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا فعاليات جذابة قبل أو بعد المباراة. كيف يمكن أن نتوقع حضورًا جماهيريًا، ونحن لا نخاطب الجماهير أصلًا؟
4. غياب المنافسة القوية
النتائج المتوقعة مسبقًا، والغياب شبه التام للمفاجآت أو الدراما الكروية، يقللان من إثارة الدوري. حين تغيب المنافسة الحقيقية، تفقد المباراة قيمتها كحدث يستحق المتابعة من المدرجات.
ثانيًا: كيف نعيد الجمهور إلى المدرجات؟
1. رفع جودة المنتج الكروي
الأساس هو تطوير مستوى الدوري فنيًا. الاستثمار في المدربين، وتطوير اللاعبين المحليين، وجذب لاعبين أجانب بجودة عالية… كلها عوامل ترفع من جاذبية اللعبة.
2. تحسين تجربة الملعب
تجربة الحضور يجب أن تكون ممتعة وآمنة ومريحة. تحسين الملاعب، تقديم خدمات للجماهير، تخصيص أماكن للعائلات، توفير تطبيقات لحجز التذاكر بسهولة… كلها خطوات ضرورية.
3. خلق هوية لكل نادٍ
على الأندية أن تزرع الانتماء بين الجمهور، عبر خلق هوية بصرية وروحية، والعمل على بناء علاقات مع المدارس والجامعات والمجتمع المحلي، كما تفعل الأندية الكبرى في العالم.
4. تسويق الدوري بشكل عصري
يجب نقل المباريات بتقنيات حديثة، والتفاعل مع الجمهور على المنصات الرقمية، وإنتاج محتوى ممتع ومواكب للعصر. الدوري ليس فقط مباريات، بل قصة تُروى وتُعاش.
في الختام…
عودة الجماهير إلى الملاعب الكويتية ليست حلمًا مستحيلًا، بل هدف ممكن إذا توفرت النية الصادقة والرؤية الاحترافية. الجمهور موجود، لكنه ينتظر سببًا حقيقيًا ليعود. الكرة الآن في ملعب الاتحاد والأندية: هل سيكونون على قدر المسؤولية؟

