الرياضة الإلكترونية هل تهدد الألعاب التقليدية؟
أبريل 6, 2025مستقبل كرة القدم النسائية في الخليج: واقع وتحديات
أبريل 6, 2025مع تزايد الاستحقاقات الرياضية الإقليمية والعالمية، بات مشهد الرياضي المجنَّس مألوفًا في ملاعب دول الخليج، حيث تمتلئ قوائم المنتخبات بلاعبين من أصول أجنبية، يحملون جنسيات جديدة، ويدافعون عن ألوان بلدان لم يولدوا أو ينشأوا فيها. وبين من يرى في ذلك خطوة ذكية لتسريع الإنجاز، ومن يعتبره إضرارًا بالهوية الرياضية الوطنية، يبقى سؤال التجنيس الرياضي في الخليج مطروحًا بإلحاح: هل هو حلٌّ مشروع؟ أم أزمة تتطلب مراجعة جادة؟
التجنيس كأداة للإنجاز السريع
لا شك أن التجنيس وفّر لدول الخليج فرصة الوصول السريع إلى منصات التتويج، خصوصًا في الألعاب الفردية مثل ألعاب القوى، ورفع الأثقال، وتنس الطاولة، وحتى في بعض الألعاب الجماعية. دول مثل قطر والبحرين والكويت استخدمت هذه الأداة لتحقيق حضور أقوى في البطولات العالمية، والمنافسة على الميداليات. وللأمانة، فإن القوانين الدولية تتيح هذا الخيار، ضمن شروط واضحة، كما أن كثيرًا من الدول الكبرى تمارسه.
ولكن… ماذا عن المواهب المحلية؟
المشكلة لا تكمن في التجنيس ذاته، بل في ما قد يرافقه من إهمال للمواهب المحلية. حين يشعر الشاب الخليجي أن مكانه في المنتخب محجوز للاعب مجنَّس، فإن الحافز للتدريب والتطوير يتلاشى. يتحوّل التجنيس من دعم للمنتخب إلى عائق أمام بناء قاعدة رياضية وطنية مستدامة. بل إن بعض الأندية بدأت تعتمد على لاعبين مجنسين في الفئات السنية، وهو ما يدق ناقوس الخطر.
أزمة هوية رياضية؟
الأهم من ذلك، أن الإفراط في التجنيس يطرح تساؤلات حول “الهوية” الرياضية. كيف يمكن لمواطن أن يهتف بحماس لمنتخبٍ لا يمثله فعليًا؟ وكيف نبني شعورًا وطنيًا بالانتماء الرياضي، إذا كان أغلب نجوم المنتخب من جنسيات أخرى؟ صحيح أن الرياضة اليوم عابرة للحدود، لكنّ الانتماء جزء أساسي من سحرها. والتوازن مطلوب.
من التجنيس إلى التمكين
الحل ليس في وقف التجنيس تمامًا، بل في ترشيده. لا بأس في الاستفادة من خبرات رياضيين محترفين لتطوير الأداء، لكن يجب أن يكون ذلك ضمن رؤية شاملة، هدفها النهائي هو تمكين الرياضي الخليجي، وليس استبداله. كما أن هناك حاجة لاستثمار حقيقي في الأكاديميات، والرياضة المدرسية، والكشافين الرياضيين، لصناعة جيل قادر على المنافسة دون الحاجة للاستعارة.
خلاصة القول
التجنيس الرياضي في الخليج ليس مشكلة في حد ذاته، بل في الطريقة التي يُدار بها. إذا تحول إلى سياسة دائمة بدلًا من كونه حلاً مؤقتًا، فقد نخسر أكثر مما نربح. الرياضة ليست فقط أرقامًا وميداليات، بل انتماء، وشعور، وبناء طويل الأمد. ولن يكون هناك فخر حقيقي إلا حين يحمل أبناء الوطن الراية بأيديهم.

